التالي

سورة الحمد - مكية مدنية آياتها 7

السابق

فضل السورة

1. عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال لجابر بن عبد الله الأنصاري: "يا جابر، ألا أعلمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟" فقال له جابر: "بلى بأبي أنت وأمي يا رسول الله علمنيها،" فعلمه الحمد أم الكتاب.1

2. عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: "سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: ’إن الله عز وجل قال لي يا أحمد ((وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ))2 فافرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب، وجعلها بإزاء القرآن العظيم.‘ وإن فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز الله عز وجل خص محمداً وشرفه بها ولم يشرك معه فيها من أنبيائه ما خلا سليمان فإنه أعطاه منها ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ))، ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت: ((إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ))3، ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمد وآله الطيبين، منقادا لأمرها، مؤمنا بظاهرها وباطنها، أعطاه الله عز وجل بكل حرف منها حسنة، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها، ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث ما للقارئ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنه غنيمة، لا يذهبن أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة."4

3. عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ’قال الله عز وجل: قسمت فاتحة الكتاب بيني وبين عبدي، فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: ((بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) قال الله عز وجل: بدأ عبدي باسمي، وحق عليّ أن أتمم له أموره، وأبارك له في أحواله. فإذا قال: ((الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)) قال الله جل جلاله: حمدني عبدي، وعلم أن النعم التي له من عندي، وأن البلايا التي دفعت عنه فبتطولي، أشهدكم أني أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة، وأدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا. فإذا قال: ((الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)) قال الله عز وجل شهد لي بأني الرحمن الرحيم، أشهدكم لأوفرن من رحمتي من رحمتي حظه، ولأجزلن من عطائي نصيبه. فإذا قال: ((مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)) قال الله جل جلاله: أشهدكم كما اعترف عبدي أني مالك يوم الدين لأسهلن يوم الحساب عليه، ولأتقبلن حسناته، ولأتجاوزن عن سيئاته. فإذا قال: ((إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) قال الله عز وجل: بي استعان، وإليّ التجأ، أشهدكم لأثيبنه على أمره، لأغيثنه في شدائده، ولآخذن بيده يوم نوائبه. فإذا قال: ((اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ)) إلى آخر السورة قال الله عز وجل: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل، فقد استجبت لعبدي، وأعطيته ما أمّل، وآمنته عما منه وجل.‘"5

التالي

الفهرست

السابق

(1) بحار الأنوار - ج 89 - ص 237 (طبعة مؤسسة الوفاء)
(2) سورة الحجر - 87
(3) سورة النمل - 29 - 30
(4) البحار - ج 89 - ص 227، 228
(5) البحار - ج 89 - ص 226، 227