تفسير نور الثقلين |
سورة البقرة |
37 - 38 |
تابع |
||
151 - وبإسناده إلى الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبي طالب عليه السلام عن النبى صلى الله عليه وآله حديث طويل يقول فيه صلى الله عليه وآله وقد سأله بعض اليهود عن مسائل. واما صلوة العصر فهى الساعة التي أكل آدم فيها من الشجرة، فاخرجه الله من الجنة. فامر الله عز وجل ذريته بهذه الصلاة إلى يوم القيامة واختارها لامتى فهى من احب الصلوات إلى الله عز وجل واوصانى ان احفظها من بين الصلوات واما صلوة المغرب فهى ساعة التي تاب الله عز وجل فيها على آدم وكان بين ما أكل من الشجرة وبين ما تاب الله عليه ثلاثماة سنة من ايام الدنيا وفى ايام الاخرة يوم كألف سنة ما بين العصر والعشاء فصلى آدم ثلث ركعات ركعة لخطيئته، وركعة لخطيئة حوا، وركعة لتوبته فافترض الله عز وجل هذه الثلث ركعات على امتى وهى الساعة التي يستجاب فيها الدعاء فوعدنى ربى عز وجل أن يستجيب لمن دعاه فيها. 152 - وبإسناده إلى عبد الحميد بن أبى الديلم عن ابى عبد الله (ع) قال ان الله تبارك وتعالى لما أراد أن يتوب على آدم عليه السلام أرسل اليه جبرائيل فقال له السلام عليك يا آدم الصابر على بليته التائب عن خطيئته ان الله تبارك وتعالى بعثنى اليك لاعلمك المناسك التي يريد أن يتوب عليك بها، واخذ جبرائيل بيده وانطلق به حتى أتى البيت فنزلت عليه غمامة من السماء فقال له جبرائيل خط برجلك حيث اظلك هذا الغمام ثم انطلق به حتى اتى به إلى منى فاراه موضع مسجد منى فخطه وخط المسجد الحرام بعد ما خطه مكان البيت ثم انطلق به إلى عرفات فاقامه على العرفة وقال له: إذا غربت الشمس فاعترف بذنبك سبع مرات، ففعل ذلك آدم صلى الله عليه وآله، ولذلك سمى المعترف، لان آدم عليه السلام اعترف عليه بذنبه، فجعل ذلك سنة في ولده يعترفون بذنوبهم كما اعترف أبوهم، ويسئلون الله عز وجل التوبة كما سألها ابوهم آدم، ثم أمره جبرائيل عليه السلام فأفاض من عرفات، فمر على الجبال السبعة، فأمره ان يكبر على كل جبل أربع تكبيرات، ففعل ذلك آدم ثم انتهى به إلى جمع ثلث الليل، فجمع فيها بين صلوة المغرب وبين صلوة العشاء فلذلك سميت جمعا لان جمع فيها بين الصلاتين، فوقت العتمة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع ثم أمره ان ينبطح في بطحاء جمع فانبطح حتى انفجر الصبح ثم أمره أن يصعد على الجبل جبل جمع، وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات، ويسأل الله عز وجل التوبة والمغفرة سبع مرات ففعل ذلك آدم كما أمره جبرائيل، وانما جعل اعترافين ليكون سنة في ولده فمن لم يدرك عرفات وأدرك جمعا فقد وفى بحجه فأفاض آدم من جمع إلى منى، فبلغ منى ضحى فأمره أن يصلى ركعتين في مسجد منى، ثم أمره أن يقرب إلى الله عز وجل قربانا ليتقبل الله منه، ويعلم ان الله قدتاب عليه، ويكون سنة في ولده القربان فقرب آدم عليه السلام قربانا فقبل الله منه قربانه، وارسل الله عز وجل نارا من السماء فقبضت قربان آدم، فقال له جبرائيل، ان الله تبارك وتعالى قد أحسن اليك اذ علمك المناسك التي تاب عليك بها، وقبل قربانك فأحلق رأسك تواضعا لله عز وجل اذ قبل قربانك فحلق آدم رأسه تواضعا لله تبارك وتعالى، ثم اخذ جبرائيل بيد آدم فانطلق به إلى البيت، فعرض له إبليس عند جمرة العقبة، فقال له: يا آدم اين تريد ؟ قال جبرائيل: يا آدم ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرائيل، فذهب إبليس ثم أخذ بيده في اليوم الثانى فانطلق به إلى الجمرة الاولى، فعرض له إبليس فقال له: ارمه بسبح حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ثم عرض له عند الجمرة الثانية، فقال له: يا آدم اين تريد ؟ فقال له جبرائيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة، ففعل ذلك آدم فذهب إبليس ثم عرض له عند الجمرة الثالثة فقال له: يا آدم أين تريد - فقال له جبرائيل: ارمه بسبع حصيات وكبر مع كل حصاة تكبيرة ففعل ذلك آدم عليه السلام فذهب إبليس ثم فعل ذلك به في اليوم الثالث والرابع فذهب إبليس فقال له جبرائيل: انك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا، ثم انطلق به إلى البيت فأمره ان يطوف بالبيت سبع مرات، ففعل ذلك آدم فقال له جبرائيل: ان الله تبارك وتعالى قد غفر لك وقبل توبتك وحلت لك زوجتك. يتبع... |
||